هل تساءلت يومًا كيف سيكون التسويق في المستقبل، وكيف يمكنك التحضير له في مؤسستك أو تجارتك الإلكترونية؟ شهد مجال التسويق الرقمي مؤخرًا العديد من التطورات السريعة، مما جعله يتقدم بشكل كبير، في حين يسعى الجميع لتعلم المهارات الضرورية. لحظة صغيرة من الغفلة قد تجعلك تفوت العديد من التحديثات في هذا المجال، لذا كن مستعدًا وتعلم كل ما هو جديد في عالم التسويق.
التسويق الإلكتروني
يمثل التسويق الإلكتروني نقلة مبتكرة تبتعد عن أساليب التسويق التقليدية، حيث يتيح فرصاً واسعة للوصول إلى العملاء والتفاعل معهم عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. يتميز هذا النوع من التسويق باعتماده على استراتيجية متكاملة تشمل العديد من الاتجاهات، ويهدف لتحقيق أهداف الحملة الإعلانية المطلوبة، سواء كان ذلك لترويج منتج أو تقديم خدمة.
يسعى التسويق عبر الإنترنت إلى جذب العملاء المحتملين بطرق متعددة، وذلك من خلال تحسين محركات البحث المعروف بـ ” SEO “أو العمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، وإنستجرام، ويوتيوب، وتيك توك وغيرها.”
يتم استخدام أنواع متنوعة من المحتوى للترويج للمنتجات وكذلك البريد الإلكتروني للعملاء المحتملين للوصول إليهم بشكل فعال.
مميزات التسويق الإلكتروني
يتمتع التسويق الرقمي بعدة فوائد التي لا تتوفر في أنواع التسويق الأخرى مثل:
- التكلفة المنخفضة لهذا النوع من التسويق تتيح لك استخدام منصات متعددة دون دفع أي رسوم للترويج لما ترغب فيه.
- يمكنك أن تتواصل مع عدد كبير من العملاء من خلاله، وقد يصل عددهم إلى الملايين من مختلف أنحاء العالم.
- على الرغم من أن التسويق الرقمي يعمل في سوق كبير، إلا أنه يمكن الوصول إلى العملاء المستهدفين باستخدام أدوات معينة.
- يمكنك التسويق الإلكتروني من تتبع استثماراتك وقياس نجاحها بناءً على الحملات الإعلانية التي قمت بتنفيذها.
- يمنح أيضًا فرصة للتواصل المباشر مع الزبائن ومعرفة آرائهم.
ما الذي يخبئه المستقبل للتسويق الرقمي؟
هناك العديد من الاتجاهات الجديدة التي يتحرك نحوها التسويق الإلكتروني، وهي تتجاوز الاستراتيجيات التقليدية المألوفة. ينبغي متابعة جميع التوجهات الجديدة التي تظهر على الساحة، لأنها ستنقلك إلى مستوى غير متوقع في الترويج للمنتجات. من بين هذه الاتجاهات التي تشكل مستقبل التسويق في العالم ما يلي:
الذكاء الاصطناعي
انتشر الذكاء الاصطناعي كثيراً في الفترة الأخيرة وأصبح استخدامه أمراً طبيعياً. لقد شق طريقه إلى مجال التسويق وأحدث تغيراً كبيراً فيه. من المتوقع أن يتم توظيفه بشكل أكبر في المستقبل في ميدان التسويق الإلكتروني.
يساهم الذكاء الاصطناعي في توجيه السوق نحو تجارب مخصصة وتحسين عمليات البيع والشراء عبر خوارزميات تلقائية، إذ يقوم الذكاء الاصطناعي بمعالجة كمية هائلة من البيانات للتنبؤ بسلوكيات المستهلك وتفضيلاته.
تسمح هذه الخطوة للمسوقين بالحصول على العملاء المحتملين بسهولة ودقة مقارنة بالماضي، مما أدى إلى زيادة معدلات البيع والشراء.
ولا تقتصر تطبيقات الذكاء الاصطناعي على هذه المرحلة فقط، بل إنه يعيد صياغة البيئة التسويقية بالكامل عن طريق استخدام المسوقين لتقنيات مثل روبوتات الدردشة، الحملات البريدية المنظمة، وإدارة العلاقات مع العملاء بأسلوب متميز وجديد. فعلى سبيل المثال، يسهم الذكاء الاصطناعي في توفير استجابات فورية لآراء العملاء، مما يساعد في تعزيز التفاعل والولاء لمنصتك الإلكترونية.
الواقع الافتراضي والمعزز
تقوم التقنيات الحديثة حالياً بدمج الواقع الافتراضي VR ” والواقع المعزز ” AR مع التسويق الإلكتروني أحدث ثورة كبيرة في عالم الترويج، مما أدى إلى تطور ملحوظ في كيفية تفاعل المؤسسات مع عملائها. فقد ساهمت هذه التقنيات في إيصال صورة المنتج النهائية والإعلانات بشكل مذهل للغاية إلى العملاء.
على سبيل المثال، تم استخدام هذه التقنيات في مجال بيع العقارات، وقد أثبتت فعاليتها بشكل كبير من خلال تمكين العميل من القيام بجولة افتراضية داخل العقار دون الحاجة إلى التحرك من مكانه، مما يساعد المشتري على تقييم الوضع واستكشافه عن بُعد، ويوفر الكثير من الجهد والوقت أيضًا.
لا يقتصر الأمر عند هذا الحد، فبدمج التقنيات المذكورة مع الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات التسويق الرقمي، سيتمكن المسوق من معرفة كيفية تفاعل العميل مع المنتج الافتراضي الذي شاهده، مما يعزز نمو الأرباح بفضل قدرة المسوق على التحكم في العميل وتسليط الضوء على احتياجاته أمامه.
تجربة العملاء
في الماضي، كانت تجارب العملاء تعتمد على توقعات بعيدة عن الواقع. لكن مع التقدم التكنولوجي أصبح التحكم في البيانات التي تعرض رغبات العملاء ممكنًا. ثم يتم تحليل هذه البيانات لإنتاج منتجات وتجارب مفيدة للمستخدم على أساسها، وكل ذلك يتم عبر عملية تسمى التخصيص.
يسمح هذا المفهوم للعملاء بالحصول على تجارب مصممة خصيصًا لهم مما يعزز ولاءهم للشركة. ومن بين التقنيات المستخدمة في هذا السياق استراتيجية تحسين محركات البحث الصوتي، التي تشهد زيادة كبيرة في الإقبال بفضل ما توفره من راحة وسرعة في الاستخدام وتجربة سلسة للمستخدم.
إذا تم استخدام هذه التقنية بنجاح، فإن المسوق سيتمكن من الظهور في النتائج الأولى للبحث عندما يستخدم العميل البحث الصوتي.
استراتيجية التسويق المستندة إلى البيانات
يشمل هذا النهج التسويقي جمع كمية كبيرة من المعلومات عن الزبائن وتحليلها للوصول إلى فهم أعمق لميولهم واهتماماتهم وتفضيلاتهم، مما يساعد في تحسين حملات التسويق بشكل كامل. ومن أبرز الأمثلة على ذلك التسويق عبر مقاطع الفيديو.
يتم استخدام عدد المشاهدات لتحديد المحتوى المستقبلي الذي يجب على صانعي المحتوى تقديمه، مما يزيد من احتمالية وصول الفيديو إلى عدد كبير من المشاهدين. كما تتضمن التحليلات التفصيلية في هذا السياق قسم المقاطع الأكثر مشاهدة إضافةً إلى عدد مرات التنزيل والمشاركات.
أظهرت دراسة أجراها معهد ماكينزي العالمي أن الشركات التي تستخدم البيانات لديها احتمالية أكبر ب23 مرة لتفوق على منافسيها في مجال اكتساب العملاء.
البحث الصوتي وأساليب تحسين محركات البحث
تُعتبر هذه الاستراتيجية من الاستراتيجيات التي تظل مهمة في مستقبل التسويق الإلكتروني ويجب متابعة التطورات التي تتعلق بها. مع تزايد استخدام الأجهزة التي تعمل بالصوت مثل ألكسا من أمازون وسيري من أبل، أصبح البحث الصوتي ضروريًا لتحسين محركات البحث. لذلك، من المهم التركيز على الكلمات المفتاحية الطويلة واستخدام اللغة العامية البسيطة لتناسب نتائج البحث.
للاستفادة القصوى من هذا التوجه، يجب على المسوقين إدراك مدى تعقيد البحث الصوتي وكيف يمكن أن يؤثر على محركات البحث بالنسبة لمستخدمي الهواتف الذكية على وجه الخصوص.
محتوى مقاطع الفيديو
على مدار السنوات العشر الماضية، انتشرت تقنية التسويق عبر مقاطع الفيديو وأصبحت في المقدمة في هذا المجال، حيث يفضل أكثر من 50% من العملاء هذه الطريقة في التسويق، وفقًا للعديد من الدراسات.
لم يعد الفيديو جزءًا ثانويًا في عملية التسويق بل يمكن اعتباره من أساسياتها. لذا يجب عليك أن تقوم بتدريب نفسك على استخدامه، سواء عبر مقاطع الفيديو المصورة أو البث المباشر. وسوف يشهد المستقبل القريب تطورًا هائلًا في هذا النوع من التسويق، لذا احرص على أن يكون جزءًا من خططك المستقبلية.
ماذا يكون دور خريج التسويق الإلكتروني؟
يعد الأشخاص الذين يدرسون التسويق الإلكتروني من بين الأفراد الأكثر طلبًا في السوق التجاري الرقمي حالياً، وذلك نتيجة للانتقال الواسع للعمليات التجارية من الواقع إلى الإنترنت، وهيمنة التجارة الإلكترونية على كل شيء من حولنا.
يمكنهم أيضًا أن يكونوا أعضاء رئيسيين في فرق التسويق الرقمي، حيث يستخدمون مهاراتهم وخبراتهم في الوصول إلى العملاء المحتملين وزيادة أرباح المواقع من خلال توظيف أفضل التقنيات وأدوات التسويق الحديثة.
وظائف خريج تخصص التسويق الإلكتروني
تشمل واجبات دارسي التسويق الإلكتروني والمتخصصين فيه ما يلي:
تطوير أساليب التسويق عبر الإنترنت
يحلل السوق والجمهور المستهدف باستخدام استراتيجيات احترافية، ويحدد أهداف التسويق الإلكتروني، ويضع خطة تسويقية شاملة تشمل جميع الجوانب.
يمكنه أن يختار من بين العديد من قنوات التسويق الإلكترونية ما يتلاءم مع الأعمال التي يروج لها، اعتماداً على خبرته في هذا المجال. .
يتم تطوير المحتوى التسويقي ليكون جذابًا، مع تنفيذ حملات تسويق إلكترونية شاملة، بالإضافة إلى قياس نتائج الحملات الإعلانية المنفذة.
يقوم أيضًا بتعديل استراتيجيات التسويق الرقمي وفقًا للبيانات .
إنشاء محتوى تسويقي
يمكن أن يقوم الموظف العامل في مجال التسويق بكتابة مقالات تسويقية وإرسال رسائل إعلانية إلى عناوين البريد الإلكتروني الخاصة بالعملاء المحتملين، بالإضافة إلى تصميم الإعلانات المصورة.
يقوم البعض منهم أيضًا بإنتاج محتويات مرئية، أو تصميم المواد التسويقية لمنصات التواصل الاجتماعي. .
إدارة وسائل التواصل الاجتماعي
إنشاء وإدارة حسابات التواصل الاجتماعي .
مشاركة محتوى مثير على منصات التواصل الاجتماعي .
- التواصل مع المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي .
- تحليل أداء قنوات التواصل الاجتماعي .
إدارة حملة الإعلانات الممولة
المسؤول الأول عن الحملات الإعلانية المدفوعة عبر مجموعة من منصات التواصل الاجتماعي التي تستهدف الجمهور والعملاء المحتملين مباشرة للشراء من خدماتك أو منتجاتك.
يساعد في تعزيز فعالية الحملات الإعلانية على وسائل التواصل الاجتماعي.
تحليل البيانات والتقارير
جمع وتحليل بيانات التسويق الإلكتروني هو من ضمن المهام التسويقية التي يقوم بها المسوق، بجانب إعداد تقارير عن أداء الحملات الإعلانية الرقمية.
بعد إعداد التقارير، يجب وضع خطة لتحسين أداء حملات التسويق المستقبلية للمنتج.
مواكبة أحدث اتجاهات التسويق الإلكتروني
يجب عليه الاستمرار في متابعة أحدث الاتجاهات في مجال التسويق الرقمي ومواقع الإنترنت، وتوسيع معرفته بالمجال عن طريق حضور المؤتمرات والفعاليات الخاصة بالتسويق الإلكتروني. .
يمكنه أيضًا العمل على ابتكار منتجات وخدمات جديدة للعملاء، والتعاون مع المختصين في التسويق لتحقيق أفضل نتائج للحملات الترويجية، بالإضافة إلى تخصيص ميزانية للحملات المستقبلية.
هل التسويق الإلكتروني مربح
نعم، يعد التسويق الإلكتروني واحدًا من أكثر الأعمال المربحة التي يمكن أن يخوضها الشخص في الوقت الحالي، نظرًا لأهميته الكبيرة وسهولة تعلمه. فبمرور الوقت، يمكن اكتساب خبرة واسعة في هذا المجال واستثمارها لتحقيق الأرباح.
يمكنك أن تجني الكثير من المال إذا كنت تعمل في أي من مجالات التسويق الإلكتروني التالية:
تسويق المؤثرين
إذا كنت تمتلك حسابات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي ولديك عدد كبير من المتابعين، يمكنك استخدام هذه الشبكة لتحقيق تسويق للشركات المختلفة، سواء كانت شركات عالمية أو محلية. تشمل هذه المنصات فيسبوك، يوتيوب، إنستغرام، وغيرها من المواقع الاجتماعية.
يتم دفع المال للمؤثر مقابل الإعلانات التي ينشرها عبر منصاته المختلفة، مع تحديد سعر معين لكل منصة. كما يتم احتساب التكلفة حسب طول مقطع الفيديو أو غيره من المحتويات. Reels أو الحكايات تُحدث فارقًا في الأرباح التي يجنيها الشخص.
تعد هذه الطريقة من أكثر الأساليب التسويقية شيوعًا في الآونة الأخيرة.
التسويق بالعمولة
يعتمد هذا الأسلوب على الترويج لمنتجات معينة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ولا يحصل المروج على المال إلا عند شراء الأشخاص لهذه المنتجات، وبالتالي يكسبون المال بناءً على عدد المنتجات التي تم بيعها بفضلهم.
كتابة المحتوى
يعمل العديد من الأشخاص في مجال التسويق عن طريق كتابة مقالات ترويجية للمنتجات والتي تستهدف جذب المهتمين بالمحتوى المكتوب. يتلقى الكاتب أجرًا مقابل المحتوى الذي ينجزه والذي يتضمن وصف المنتج، مميزاته، وتشجيع الناس على استخدامه، مع تضمين جميع التفاصيل المتعلقة بالمنتج.
ما هو مستقبل التسويق عبر الإنترنت؟ يُعد مستقبل التسويق الإلكتروني مبشرًا ولا يمكن إيقافه، إذ أنه المجال القادم بقوة ويجلب الكثير من الأرباح لجميع من يعملون فيه، لأن مهمتهم الأساسية تكمن في تحقيق المزيد من الأرباح للعملاء الذين يتعاونون معهم.
